من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات
ذلك أنها إن تمكنت قضت على روح الألفة وقطعت أواصر المودة وولَّدت الشحناء والبغضاء
إن بعض مرضى القلوب لا ينظرون إلى الآخرين إلاَّ من خلال منظار أسود الأصل عندهم في الناس أنهم متهمون بل مدانون ومما لا شك فيه أن هذه الظنون السيئة مخالفة لكتاب الله ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
قول الرسول صلى الله عليه وسلم إياكم والظنّ فإن الظن أكذبُ الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسواالحديث
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المسلمين حُسن الظن
سوء الظن بالله وهو أعظم إثمًا ورمًا من كثير من الجرائم لتجويزه على الله تعالى أشياء لا تليق بجوده سبحانه وكرمه.سوء الظن بالمسلمين وهو أيضًا من لا يرضى الله سبحانه وتعالى عليه فمن حكم على غيره بشر بمجرد الظن حمله الشيطان على احتقاره وعدم القيام بحقوقه وإطالة اللسان في عرضه والتجسس عليه وكلها مهلكات منهيٌ عنها.
وقد قال بعض العلماء وكل من رأيته سيئ الظن بالناس طالبًا لإظهار معايبهم فاعلم أن ذلك لخبث باطنه وسوء طويته فإن المؤمن يطلب المعاذير لسلامة باطنه والمنافق يطلب العيوب لخبث باطنه.
فإياك أخي والظن وادع ربك أن يصرف عنك خواطر السوء وإن لم تستطع أن تدفع عن نفسك فلا أقل من السكوت وعدم الكلام بما ظننت لعلك تسلم
فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة وإلاَّ فإني لا إخالك ناجيًا